English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

الدور الواقعي للمدرسة الليبية في تحقيق أهداف مرحلة التعليم الأساسي من وجهة نظر المفتشين التربويين

(د.علي سعيد المهنكر - كلية التربية زلطن جامعة الزاوية)
ملخص

يعد التعليم من أهم الوسائل الإستراتيجية التي تعتمد عليها الدول بمختلف توجهاتها في حل مشاكلها وتحقيق غاياتها التي تنشدها وصنع مستقبلها، وترسيخ مكانتها بين باقي الدول ، خاصة في هذا العصر الذي تميز بإنجازات علمية متسارعة ، وبثورة علمية هائلة شملت مختلف جوانب الحياة ومتطلباتها ، وقد كان وراء كافة الإنجازات العلمية نظم تعليمية متطورة استوحت فلسفتها وأهدافها وتوجهاتها من فلسفة مجتمعية متكاملة رسمت الغايات والأهداف وحددت أطر عمل واضحة المعالم وضخت الأموال الطائلة وجهزت الكوادر البشرية القادرة على تنفيذها، واعدت المدارس بالصورة التي تجعلها قادرة على تحقيق تلك الأهداف والغايات ، حيث ان البرامج والسياسات والخطط والغايات والأهداف، مهما كانت معدة بشكل راق ومتميز، وواضح سوف تذهب أدراج المكاتب والأرشيف ما لم تكن هناك مدرسة قوية قادرة علي ترجمة تلك الأهداف والغايات، وتحويلها إلى واقع سلوكي لدى أبناء المجتمع الذي أوجدها لتحقيق غاياته ، وقد تتحطم أحلام المجتمع وطموحاته وتضيع أهدافه وغاياته ، إذا لم تكن المدرسة بكل مكوناتها خاصة البشرية منها في مستوى يؤهلها للقيام بدورها على الوجه الأكمل ، وقد أدرك بعض القادة السياسيين دور المدرسة المهم والخطير في إعداد الأجيال القادرة على تحقيق أهداف مجتمعاتها منذ زمن ليس بالقصير، حيث أشار )اللويد جورج( في كلمة له في بريطانيا العام 1918 م إلى أن أهم المؤسسات التي يستعصى على بريطانيا شن الحرب ضدها في المانيا ليست ترسانات كروب الحربية ولا القواعد البحرية ، التي تتمركز بها الغواصات ، وإنما المدارس الألمانية) 1 ) في شهادة واضحة عن الدور الكبير الذي تضطلع به المدرسة ،وأثرها الواضح في تماسك المجتمع وتحقيق قوته وتأكيد مكانته العالمية ،من خلال دورها في إعداد الأجيال المؤهلة والقادرة على بناء المجتمع وتحقيق أهدافه ؛ لذا كان لزاما على كل الدول ومن بينها ليبيا أن تتجه إلى الاهتمام بالمدرسة ومتابعتها ، واعتبارها الوحدة الرئيسة لترجمة كل السياسات والخطط والأهداف إلى واقع ملموس ومتابعتها في كل ما تقوم به من إجراءات ، فقد تدمر المدرسة كل الآمال والطموحات التي تسعى الدولة لتحقيقها فبفشل المدرسة تفشل الدولة وتسقط في مستنقع التخلف وتدفع لها بأفراد لا يحملون إلا الشهادات، التي لا تعبر من قريب أو بعيد عن مستوى الأفراد الحاصلين عليها ، وتغرق الدولة في الحصول على مخرجات لا تملك الكفايات المطلوبة لتنفيذ البرامج التنموية فيها بل تزيدها عبئا فوق أعبائها ، وما نلاحظه اليوم وما تناولته الدراسات العديدة هو تدنى مستوى المخرجات التعليمية وعدم قدرتها على أداء الأعمال التي تم تأهيلها من اجلها وترتفع الشكوى من الجامعات بأن المدخلات من الطلاب تأتى إليها من الثانوية وهى لا تجيد القراءة والكتابة ، وهذا مؤشر خطير يدمر المجتمع ، ويهدر أمواله ، والأكثر خطرا يهدد أهم رأس مال عنده وهو رأس المال البشرى ، وقد يعزى ذلك الأمر إلى المدارس التي لم تتفهم دورها وتأثيرها في البلاد وتوجهاتها واحتياجاتها لذا كان موضوع هذا البحث للوقوف على الدور الواقعي لمدارس التعليم الأساسي في تحقيق الأهداف التعليمية من وجهة نظر المفتشين التربويين باعتبارهم زائرين لكل المدارس ومقيمين لها ، وإن كان هذا البحث في جزء من المدارس الليبية إلا أن واقع الحال يقول إن أغلب المدارس الليبية متقاربة في أدائها .