English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

المقدمات الغزلية ودلالتها في العصر الجاهلي

(أ . سليمان مفتاح منصور المنصوري كلية التربية العجيلات جامعة الزاوية)
ملخص

حرص شعراء العرب علي استمالة المتلقي وشد انتباهه لقوله عن طريق الغزل التمهيدي الذي به يتشوق المتلقي إلي القصيدة ولا ينصرف عنها ،أما بالنسبة للشاعر فعند تناوله لأي من الشعر مثل : المدح ، أو الوصف أو البقاء ،أو الرثاء - ... يبدأ بعاطفته لكي يتمثل موضوعه ، حتي يندمج فيه فيسهل عليه قرض الشعر فتنهال عليه الأفكار والصور التي تجسد عاطفته وأحاسيسه ، فينال الخطوة لدي المتلقين ، وقد رسم الدكتور أحمد محمد الحوفي صورة حية للشاعر في عصرنا الحاضر وقدرته لدي سامعيه فقال : "مثله في ذلك مثل المغني أو المغنية لابد له - من قبل الغناء من جو موسيقي يثير كوامن الشاعر وتهيئة لأن يطرب ويُطرب" هذا خاص بالشاعر الذي تتدفق عواطفه ، أما الشاعر الذي لا يعرف عاطفة الحب ، فهو متكلف في غزله كما سنرى في الأمثلة نوردها ان شاء الله ، وليس الغزل التمهيدي بنوعيه عيبا أو زيادة في القول بل هو عمل فني مقصود ، لأن الشاعر المحب عندما يتناول فنا من فنون الشعر يعبر عن عاطفته نحو غرضه الذي يتناوله ، لكي يؤثر في نفوس متلقيه. وسأتناول الفنون التي استخدم فيها الغزل التمهيدي من قبل الشعراء العرب مثل : الرثاء - نال الغزل التمهيدي خطوة في المراثي من قبل الشعراء العصر الجاهلي من هؤلاء الشعراء المهلهل يرثي أخاه كليبا فقال : طفلة ما ابنة المحلل بيضاء *** لعوب لذيذة في العتاه فاذهبي ما إليك غير بعيد *** لا يؤاتي العناق من في الوثاق ضربت نحرها إلي وقالت *** يا عديا لقد وقتك الأواقي ما أرحي العيش بعد نداما *** وأراهم سقو كأس حلاق) 1 ) أرى أن المهلهل بدأ مرثيته بالغزل ليميل نحوه القلوب ويصرف ويستوعي به اصغار الاسماع إليه لان النسيب قريب من النفوس كما قال ابن رشيق " وللشواء مذاهب في افتتاح القصائد بالنسيب لما فيه من عطف القلوب واستدعاء القبول......