English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

مدى إمكانية تطبيق الإدارة الالكترونية بمدارس التعليم الثانوى بمدينة طرابلس

(د. عصام أحمد الكوني مخلوف كلية التربية زلطن جامعة الزاوية)
ملخص

تعد الدراسات المستقبلية لتطوير الإدارة التعليمية والمدرسية من القضايا المهمة التي حظيت بالاهتمام من جانب المعنيين بالنظام التعليمي، وذلك نتيجة للتحولات السريعة والتطورات التكنولوجية التي يتعرض لها أي نظام تعليمي في ظل التطور السريع، ما انعكس على نمط الإدارة المدرسية في النظام التعليمي الحالي، ولا تستطيع الإدارة المدرسية أن تحقق أهدافها بطريقتها القائمة على الأسلوب التقليدي في ظل الوضع العالمي الراهن الذي يتميز بسرعة التغيير ويتطلب العناية . بتطوير التعليم ، والاهتمام بإدارة التعليم وتنظيمه والعمل على تحسين وتطوير الأداء، ويقع الجزء الأكبر من عبء هذا التطوير على عاتق الإدارة المدرسية، باعتبارها المسؤول الأول عن تحقيق الأهداف المنشودة التي تمثل انعكاساً لأهداف التنمية المجتمعيةالشاملة ومتطلباتها ) 1 ) وتتوقف قدرة المدرسة في أداء رسالتها على جودة الإدارة المدرسية، التي من خلالها يتم التركيز على عملية التعليم والتعلم، وتنظيمها ، وتوجيهها ، وتقويمها ، ومن خلال الإدارة المدرسية الفاعلة، يتم إعادة النظر والتفكير بصورة أساسية، وبشكل جذري في الأنشطة كافة والإجراءات والإستراتيجيات التي تتناسب ومتطلبات عصر السرعة ، والثورة ، والتكنولوجيا ) 2 ( . وتعد الإدارة المدرسية المسؤولة عن صياغة وتنفيد الجودة والتميز ،على اعتبار أن التغيير يجب أن يحدث من داخل المدرسة ، وبالتالي فإن نجاح استراتيجياتها يعتمد وبشكلٍ أساسي على مهارات التنمية ، وإحداث التطوير التنظيمي في المدرسة ، وغير ذلك من مهارات إدارة التغيير ولقد أسهمت التغيرات التكنولوجية في إيجاد أسلوب جديد للإدارة الحديثة يختلف عن الأسلوب التقليدي ؛ بل إن تقنيات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات ، قد أسهمت في تغيير مضامين العملية الإدارية التقليدية من تخطيط ، وتنظيم، ورقابة، وتنسيق، واتخاذ قرارات ؛ فلم تعد تلك العمليات وتنفيذها يتم بالطرق التقليدية من الأعلى إلى الأسفل، وأسهمت تقنيات تكنولوجيا المعلومات كذلك في تقبل التطورات العلمية، واستثمار جميع الإمكانات المادية، والبشرية، بأسرع وقت وبأقل تكلفة ومع ظهور تكنولوجيا الإنترنت، وتطور تقنية الشبكات والانتشار الواسع والسريع لتطبيقات الأعمال على شبكة الإنترنت التي رافقها انبثاق نماذج الأعمال الإلكترونية، ونضج مفهوم تكنولوجيا المعلومات، ونظم الإدارة الإلكترونية ، ساعد على اندماج نظم المعلومات الإدارية مع أنشطة الأعمال الإلكترونية ، وأصبحت تلك النظم منظومات لا غنى عنها للتحول من نموذج الأعمال التقليدي إلى نماذج الأعمال الإلكترونية ) 3 ) وتمثل التنمية المعلوماتية، الخيار الحيوي الأمثل للتخطيط المستقبلي. وتحقيق أهداف التنمية الوطنية محكها الرئيس للقدرات الإنسانية. إذ لم يعد ثمة مجال للشك في ضرورة العمل الدؤوب للتحول إلى ما يعرف بالإدارة الإلكترونية. فقد تغيرت في السنوات الأخيرة الكثير من المفاهيم التي تحكم عمل المديرين، كتفويض الصلاحيات، والمشاركة في اتخاذ القرارات، والتي تنقلهم إلى إدارة التغيير المستمر، التي تحكمها الثورة العلمية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتكنولوجيا عصرالمعلومات، والتقنية الالكترونية الحديثة. وتشتمل الإدارة الإلكترونية على جميع استعمالات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، من حواسيب، وشبكات، وأجهزة فاكس، وأجهزة إدخال المعلومات السلكية واللاسلكية، لتخدم الأمور الإدارية الروتينية اليومية . والإدارة الإلكترونية هي حقل جديد انبثق ليزيد التعاضد بين تكنولوجيا المعلومات والإنترنت، وبين تطبيقات الأعمال الإلكترونية. ومن ثم فإن التحديات التي تواجهها والمتطلبات التي تحتاجها هي مظاهر من النمط الفاعل للإدارة الالكترونية في كسر الطرق التقليدية الإدارية التنظيمية الداخلية والخارجية وتعتمد عملية التحول من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلكترونية على طرق علمية وتكنولوجيا وتقنيات إدارية متخصصة، تتطلب خبرات وتخصصات رائدة. والانتقال من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلكترونية في الدول النامية، هو بمثابة تحول صعب ومعقد، يبعد كل البعد عن الانتقال من أسلوب عمل إلى آخر، دون عقبات ومقاومة وتحديات . وبالرغم من أننا نعيش في قرن يعج بأحدث مظاهر التكنولوجيا، وتتسارع فيه التغيرات التكنولوجية إلى حد لا يسمح لنا أن نقف برهة لنحصيها، إلا أننا ما زلنا نلحظ في مدارسنا الكثير من الشواهد على ضعف الإدارة المدرسية، فما زال الكم الورقي الهائل يملأ مدارسنا، وما زالت إدارات مدارسنا تشكو عبء أرشفة الملفات، وعبء توفير مكان لحفظها، وعبء البحث عنها واستعادتها يدويا، وما نلحظه من توظيف لبعض مظاهر التكنولوجيا في بعض المدارس، ما هو إلا اجتهادات فردية . ومن هنا تبرز الحاجة إلى إجراء الإصلاحات، والتجديدات في مجال الإدارة المدرسية ، وما تطبيق الإدارة الإلكترونية في المدارس الثانوية، إلا أحد هذه الإصلاحات، خاصةً في القرن الحادي والعشرين، الذي يفرض التغيير، والتطوير السريع في البنى العلمية والثقافية ؛ وحيث إننا نعيش عصر الثورة التكنولوجية الهائلة، وبغيرها لا يمكن أن ننطلق إلى المستقبل ، أصبح لزاما علينا أن نسهم في تحسين مستوى الإدارة .