English  / عربي

مجلة كليات التربية

logo

بالعلم ..تبني الاوطان

أثـــــر الأيديولوجيات الدينية في الفكــر الســـياسي

(د. محمد عبد الرحمن الحنين - قسم علم الاجتماع - كلية التربية جنزور - جامعة طرابلس)
ملخص

إن جميع الكتب السمــاوية سواء أكانت التوراة أم الإنجيل أم القران الكريم ّ كرمت الإنســان ، واعتبرته من أحسن المخلوقات على وجه الأرض ؛ ولكن بعض ّ التفسيرات للدين التي صدرت من بعض من ظنوا أنفسهم أنهم أوصياء عل ّ ى الديــن عـن دون الناس انحرفت أفهامهم عن الهدي الحقيقي له ، فجعلت من بعض نصوصه مظهرا للتعصب ، واستغلت تلك النصوص لتحقيق أهداف يسياس ، ة وم رب آ .شخصية والواقع أن أغلب أصحاب الأهــداف السياسية هم من وظفوا بعض نصوص ّ الدين لخدمة مصالحهم من رغم ، على ال أن تعاليم الأديان - سيما الدين الإسلامي- تدعــــو إلى التشاور بين الناس ، وحرية الرأي ، يقول الله ـ تعالى- في كتابه العزيز َ وأَم ُ ر ُ هم ُ ش َ ورى بَينَ ُ هم ، )1(فهذه الآية الكريمة تدعــو إلى عــدم فرض الفكر الواحد ، وإلى الالتزام بالــرأي الجماعي الذي يخدم الفرد والمجتمع. والنظام السياسي في أي مجتمع لا يكون وفـــق آراء جماعات تتستر بالإســلام ، تسعى للحكم و ، والمصالح الشخصية ؛ بل في عمومه ومبادئه ما هو إلا دعــوة لإصلاح المجتمع بمبادئ وقيم سامية ، فكل تالأيدولوجيا الدينية التي تتميز بالتطرف لها أثر كبير في الحياة لسياسية ، وهي سبب الصراع بين المجتمعات، تلقفقد اخ ّ أصحاب تلك الأيديولوجيات المتطرفة من الدين أفكارا تخدم مصالحهم السياسية ، فمنهم من اتكأ على الترسيمات اليهودية ، ومنهم من اتكأ على فكرة الحــق الإلهي للملوك في أوربا ، كما أن فكرة الحاكمية وما تفرع عنها من أحزاب وحركات سياسية قامت على أساس ّ أنه تمثل الدين الإسلامي ، بينما في حقيقة الأمـــر أن الإسلام بريء منها .